والآيات ـ كما ترى ـ واضحة المعنى ، بحيث تقع القصة والأحداث التي ضمّت عليها ، لأدنى نظر ، بمجرد تلاوتها ..
ومع هذا ، فقد رأينا أن نقف وقفة ، مع هذه القصة ، نمعن فيها النظر. إلى ما وراء «النظرة الأولى» وسنرى ، أن هناك أعماقا بعيدة لا نهاية لها .. وأننا كلما زدنا الآيات نظرا ، أطلعتنا منها على مذخورات من الأسرار ، التي تخلب اللبّ ، وتذهل العقل ..
ونبدأ أولا بشرح بعض المفردات ، التي ربّما كانت الحال داعية إلى إلقاء نظرة أولى عليها :
فى الآية : (٩) .. «الكهف» : هو الغار الواسع فى الجبل ، (وَالرَّقِيمِ) : المرقوم ، المعلم ، ويمكن أن يكون ذلك هو بعض الآثار المنحوتة فى هذا الكهف ، كأعمدة عليها نقوش ، أو كتماثيل قائمة على مدخل الكهف ، على ما كان مألوفا فى الزمن القديم .. فهناك إذن كهف ، ومرقّمات وآثار متصلة بهذا الكهف.
وفى الآية : (١١) .. (فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ) : الضرب : إبقاع الشيء على الشيء .. والضرب على الآذان : إحاطتها بما يحجبها عن السمع ، كضرب الخيمة على من بداخلها .. ومنه قوله تعالى : (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ).
وفى الآية : (١٤) (رَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ) : أي شددنا على قلوبهم ، وأمسكنا بها من أن تطير شعاعا من الجزع أو الخوف. «والشّطط» : البعد ، والمراد به فى الآية : البعد عن الحق.
وفى الآية : (١٦) (يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ) : أي يبسط لكم من رحمته .. و «المرفق» : ما يرتفق به ، ممّا يقوم عليه شأن الإنسان فى أمور معاشه