ومن جهة أخرى ، فإن الذي يتلو هذه الكلمات ، لو أراد أن يخافت بها ، لتفلّتت منه ، وحملته حملا على أن ينطق بها ، وأن يجريها خارج شفتيه.
وانظر ، فإنك تجد أكثر حروف هذه الكلمات من اللامات والميمات والدالات والذالات : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ).
فهناك خمسة عشر لاما وستة ميمات ، ودالان ، وثلاثة ذالات.
ومخرج حرف اللام من طرف اللسان حيث يضرب فى مقدمة الحلق ، على حين أن الميم مخرجه من الشفتين ، ومخرج الدال والذال من أقصى طرف اللسان ، حيث يضرب فى الأسنان ..
فالحركة الغالبة عند النطق بهذه الكلمات ، هى حركة طرف اللسان مع الشفتين ، حيث لو أراد الإنسان أن يحرك لسانه بهذه الكلمات من داخل شفتيه ، لاضطر اضطرارا إلى أن يفتح شفتيه عند النطق بالميم ، ولو أراد أن يزمّ شفتيه عند النطق بالميمات ، لوجد هناك ما يقسره قسرا على أن يفتح شفتيه عند الالتقاء بثلاث واوات رصدت له ، وأخذت مكانها فى مقاطع هذه الكلمات .. والواو حرف لا يتحقق نطقه نطقا صحيحا إلا بحركة الشفتين ، حركة تجمعهما ، ثم تفرقهما فى فتحة أشبه بنصف دائرة!
فسبحان من هذا كلامه! سبحانه! سبحانه!!