إن هو خرج عليها ـ كذلك ينبغى ألا يعفى نفسه من التحلل من القوانين السماوية ، بل يجب أن يعمل على حراسة نفسه من الخروج عليها ، ويحذر الوقوع تحت طائلة العقاب المرصود له إن هو خرج عليها .. فهذا من ذاك .. سواء بسواء ..
إن الإنسان مسئول عن تصرفاته كإنسان رشيد ، وليس من شأنه أن يسأل الله سبحانه وتعالى عن مشيئته فيه ، وما يريده به .. فذلك إلى الله وحده .. يقضى فيه بما يشاء ويريد.!
قوله تعالى : (وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِما صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَلَكُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) ..
هو توكيد للوفاء بالعهود والمواثيق التي أعطيت باسم الله ، وتحذير من الاستخفاف بجلال الله الذي أشهد على هذه العهود والمواثيق .. فإنّه لا يجرؤ على النكث بعهد الله إلا من استخفّ بالله ، واتخذ من اسمه الكريم وسيلة يتوسّل بها إلى الغدر بالناس ، وأكل أموالهم بالباطل .. وذلك إن لم يكن كفرا صريحا ، فإنه مدخل واسع إلى الكفر!
ـ وفى قوله تعالى : (فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها) إشارة إلى أن الاستخفاف باسم الله ، ونقض العهد الموثّق باسمه ، هو مزلق إلى الكفر ، حيث ينزلق الإنسان شيئا فشيئا إليه ، فتزل قدمه عن طريق الحق ، فإذا لم ينتزع نفسه ، مما وقع فيه ، مضى به الطريق إلى حيث يضع قدميه جميعا على طريق الضلال .. ثم يمضى فيه إلى غايته .. وهذا ما يشير إليه الحديث الشريف : «وإياكم والكذب ، فإن الكذب يهدى إلى الفجور ، وإن الفجور يهدى إلى النار .. وما يزال الرجل يكذب ويتحرّى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا» ..
ـ وقوله تعالى : (وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِما صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَلَكُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) هو بيان للنهاية التي تنتهى إليها حال من يستخفّ باسم الله ، حتى