عقلك بخبل أو جنون ، من بعض آلهتنا التي تطاولت عليها ، ودعوتنا إلى ترك عبادتها .. فخذ منها الجزاء الذي تستحقه!
* (قالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِهِ) أي إنى أشهد الله عليكم ، بأنى قد بلغتكم ما أرسلت به إليكم ، كما أشهدكم أنى برىء من هذا الشرك الذي أنتم فيه ، ومن التعامل مع هذه الآلهة التي تعبدونها من دون الله ..
(فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ* إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ).
كيدونى : أي كيدوا لى ، وخذونى بما تستطيعون من كيد ، والكيد : إعمال الحيلة ، وإحكام التدبير ، لما يراد من الأمور .. ويستعمل الكيد غالبا فى الشر ..
ثم لا تنظرون : أي لا تتوانوا فى إعمال كيدكم لى ، والمبادرة به.
وهكذا ينتهى الموقف بين هود وقومه ، كما انتهى إليه الأمر بين نوح وقومه ، وكما انتهى إليه أمر كل نبى مع قومه .. القطيعة ، والترامي بالنّذر ، وانتظار كلّ لمفعول ما أنذر به صاحبه.
إنى أشهد الله عليكم بما بلغتكم من رسالته إليكم ، وأشهدكم أننى برىء مما تعبدون من دونه من أصنام .. وهأنذا بين أيديكم ، أنتم وآلهتكم ، فكيدوا إلى كيدكم ، وعجلوا به. (إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ) فأنا من توكلى عليه فى قوة ، وفى منعة. (ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها) أي ما من دابة تدب على هذه الأرض إلا والله سبحانه وتعالى ، مستول على أمرها ، ومالك التصرف فيها : لا تتحرك حركة ولا تتنفس نفسا إلا بإذنه ، وبعلمه.