وذلك أنهم كانوا قد ابتلوا بيوم السبت ، فلا يعملون فيه عملا ، وإلا وقعوا تحت لعنة الله ..
وفى هذا تقول التوراة : «اذكر يوم السبت لتقدّسه ، ستة أيام تعمل وتصنع جميع عملك ، وأما اليوم السابع ففيه سبت للربّ إلهك ، لا تصنع عملا ما أنت وابنك وابنتك وعبدك وأمتك وبهيمتك ونزيلك الذي داخل أبوابك* لأن فى ستة أيام صنع الربّ السماء والأرض والبحر وكل ما فيها* واستراح فى اليوم السابع* لذلك بارك الربّ يوم السبت وقدّسه» [سفر الخروج .. الإصحاح العشرون].
وقد مكر أصحاب هذه القرية بهذا اليوم ، فكانوا يحتالون على العمل فيه ، وخاصة فيما يتصل بصيد السمك الذي كان العمل الغالب عليهم ..
ولهذا فقد ابتلاهم الله فى هذا اليوم بابتلاء آخر ، وهو أن الحيتان كانت لا تظهر فى شاطىء البحر طوال أيام الأسبوع إلا يوم يسبتون ، أي يوم السبت. فإذا كان يوم السبت جاءت الحيتان من كل صوب ، تتراقص أمام أعينهم ، حتى لتكاد تلقى بنفسها إلى اليابسة .. وفى ذلك ابتلاء لهم أىّ ابتلاء .. فإما أن يصبروا على حكم الله فيهم ، فلا يمدّوا أيديهم إليها ، وإما أن يأخذوا منها ما يشاءون ، وفى هذا هلاكهم ، فلا تبقى منهم باقية ..
وقد وقف القوم موقفا وسطا ، خيّل إليهم فيه أنهم يخدعون الله ، وأن الله سينخدع لهم ، فجعلوا ينصبون شباكهم يوم الجمعة بالليل ليقع فيها السمك نهار السبت ، حتى إذا كان آخر النهار ، ومضى يوم السبت ، أخرجوا شباكهم وقد امتلأت صيدا!
ولهذا فقد صيّر الله ـ سبحانه ـ السبت لعنة عليهم ، فحرّم عليهم فيه أي عمل ،