وأطلعه منهم على ما كانوا يقولون .. فلما أنبأهم النبىّ بهذا الذي كان منهم ـ قالوا إنما كنا نخوض ونلعب»!
وقيل إنه ضلّت للنبىّ صلىاللهعليهوسلم ناقة فى هذه الغزوة ، فجعل أصحابه يبحثون عنها .. فقال المنافقون : لو كان محمدا متصلا بربّه ـ كما يقول ـ لأخبره بالمكان الذي فيه ناقته! فكيف يدّعى ـ مع هذا ـ أنه يوحى إليه من ربه!؟» وقد أطلع الله سبحانه النبىّ على ما دار بين هؤلاء المنافقين ، فلما أنبأهم النبىّ بهذا الإثم الذي تعاطؤه ، قالوا : «إنما كنا نخوض ونلعب!! وقد أخزاهم الله سبحانه وتعالى بقوله : «أبا لله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون» .. ثم أخزهم خزيا بعد خزى ، إذ أطلع النبىّ على المكان الذي شردت إليه الناقة ، فأشار إلى أصحابه إليه ، فوجدوها حيث أشار!
قوله تعالى : (لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طائِفَةً بِأَنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ)
فى هذه الآية يأخذ الله المنافقين بنفاقهم .. فلا يقبل لهم عذرهم الذي اعتذروا به ، لأنه كذب إلى كذب ، ونفاق إلى نفاق .. ثم يحكم ـ سبحانه وتعالى ـ عليهم بالكفر ، بسبب هذا النفاق الذي لبسوه ، بعد أن نزعوا ثوب الإيمان الذي كانوا يخفون به ما انطوت عليه قلوبهم من نفاق .. وبهذا ـ وبعد أن افتضح أمرهم ـ صاروا كافرين ظاهرا وباطنا. بعد أن كانوا كافرين باطنا ، مؤمنين ظاهرا .. وهذا ما يشير إليه قوله تعالى : (لا تَعْتَذِرُوا .. قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ) ..
وفى قوله سبحانه : (إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طائِفَةً بِأَنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ) ..