وحيرة ، فتذهب بهم الظنون كل مذهب ، وتتشعب بهم الآراء فى كل وجه ..
فكان لا بد ـ والحال كذلك ـ أن يلقى الرسول كلّ سائل بالجواب عما سأل ، قبولا أو ردّا ، وموافقة أو مخالفة ...
وإذا علمنا أن القرآن الكريم كان ينزل منجّما ، وأن التشريع الإسلامى جاء متدرجا ، شيئا فشيئا ، وحالا بعد حال ، حسب تقدير العزيز العليم ، وحكمة الحكيم الخبير ، حتى تتأصل أصول الشريعة ، وترسخ أحكامها ، وتنزل من النفوس منزلة الاطمئنان والقرار ..
فالصلاة ، والزكاة ، والصوم ، والحج ، وهى أركان الإسلام ، بعد الإيمان بالله ـ هذه العبادات لم تفرض على المسلمين مرة واحدة .. بل فرض بعضها فى مكة ، قبل الهجرة ، كالصلاة التي فرضت بعد الإسراء ، ثم فرضت الزكاة ، والصوم ـ فى السنة الثانية بعد الهجرة ، ثم الحج ، الذي كان آخر ما فرض من العبادات!.
ـ إذا علمنا هذا ، كان لنا أن نسأل :
ماذا يكون الأمر لو سأل سائل من المسلمين النبىّ صلىاللهعليهوسلم وهو فى مكة لم يهاجر بعد ـ عن الزكاة ، أو عن الصوم مثلا؟
أكان الجواب بأن الزكاة فرض على المسلمين ، أو أن الصوم المفروض عليهم هو صوم رمضان؟
كان لا بد إذن أن ينزل قرآن فى هذا ، وأن يعجّل بأمر لم يرد الله تعجيله ، لحكمة أرادها ، ولتقدير قدره.
إذن ، فإن من الخير للمسلمين أن يسكتوا عما سكتت السريعة عنه ، إلى