فى قدره .. لا ظلّ له ولا ثمر فيه .. (وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ) (٢٦ : إبراهيم).
هكذا الطيب والخبيث ، فى كل شىء ، ومن كل شىء .. فى الناس ، وفى الحيوان ، والنبات والجماد ، وفى المعاني والمحسوسات .. وفى القول وفى العمل .. الطيب حياة دائمة متجددة لا تموت أبدا .. والخبيث موات لا يمسك ماء ولا يطلع نبتا ..
فالذين يستخفّون بالطيّب ، لضمور شخصه ، أو خفوت صوته ، أو احتجاب ضوئه ـ إنما هم مخدوعون فى أبصارهم ، مصابون فى بصائرهم ، لا يرون من الأشياء إلا ظاهرها ، ولا يعلمون من الأمور إلا قشورها ، أما الصميم فهم فى عمّى عنه ، وأما اللّباب فهم على جهل به .. (يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ) (٧ : الروم).
وقوله تعالى : (فَاتَّقُوا اللهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) هو دعوة إلى أصحاب العقول أن يستعملوا عقولهم ، وأن يفيدوا منها فى التعرف على الحق والخير ، والتعامل مع الطيب والحسن ، ففى ذلك يكون الفلاح ، ونجاح المسعى.
ودعوة ذوى الألباب إلى التقوى ، هى الدعوة المرجوّ لها القبول والنجاح ، حيث لا تحصّل التقوى إلا بالعمل الطيب ، وحيث لا يتهدّى إلى الطيب ، ولا يعمل له ، ويتعامل معه ، إلا أصحاب العقول السليمة ، الذين احترموا عقولهم ، وأخذوا بما تكشف لهم بصائرهم من معالم الحق والخير ..
____________________________________
الآيات (١٠٢ ـ ١٠١)
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْئَلُوا عَنْها حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللهُ عَنْها وَاللهُ