وقوله سبحانه :
(وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْها وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) هو تقرير لهذه الحقيقة التي استقام عليها النبىّ ومن تبعه من المؤمنين ، إذ أن كل إنسان محاسب على ما عمل ، ومجزيّ به ، وما تكسبه كل نفس فهو محسوب عليها : (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) أي لا تحمل نفس ذنب نفس أخرى. إذ كل نفس بما كسبت رهينة.
والوزر : الحمل الثقيل ، ومنه قوله تعالى : (وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ).
وقوله تعالى : (ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) هو تذكير للناس جميعا بربهم الذي أنشأهم ، وربّاهم ، وأنهم سيعرضون عليه بأعمالهم ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
____________________________________
الآية : (١٦٥)
(وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (١٦٥)
____________________________________
التفسير : بهذه الآية الكريمة تختم سورة الأنعام .. وهى سورة كلها نعم وأفضال ، تحدّث كلماتها وآياتها بما لا يحصى من آلاء الله ونعمه المبثوثة فى الوجود ، والتي من شأنها أن تطلع ذوى الأبصار والبصائر على ما فى ملكوت الله من آيات القدرة ، وروائع الحكمة ، فيخبتوا لله ويخشعوا ..
وقوله تعالى : (هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ) بيان لنعمة من نعم الله الكبرى على بنى آدم خاصة ، إذ جعلهم «خلائف الأرض» وفى هذا ما فيه من تكريم لهم ، وإحسان إليهم ..