____________________________________
الآية : (١١١)
(وَلَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتى وَحَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ) (١١١)
____________________________________
التفسير : فى هذه الآية يكشف الله سبحانه وتعالى عن هذا المدى البعيد الذي بلغه أولئك المشركون من إمعان فى الضلال والطغيان ، وأنهم إن يروا كلّ آية لا يؤمنوا بها ..
فلو أن الله ـ سبحانه ـ أنزل عليهم الملائكة ، يمشون بينهم ، ويتحدثون إليهم لقالوا فيهم مقالا ، ولو جدوا للزور والبهتان علّة يعتلّون بها ..
ولو أن الله سبحانه بعث الموتى من قبورهم يكلمونهم ، كما كانوا يكلمونهم وهم أحياء ، لكان لهم فيهم لغط وجدل.
ولو أن الله ـ سبحانه ـ بعث إليهم كل شىء يقترحونه ، وجاءهم به عيانا ومواجهة «قبلا» ، ما كانوا ليؤمنوا ، ولقالوا من الزور والبهتان ما حكاه الله عنهم فى قوله تعالى : (وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ) (١٤ ـ ١٥ : الحجر)
وفى قوله تعالى : (إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) هو استثناء من جميع الأحوال ، أي أنهم لا يؤمنون فى أي حال ؛ إلا فى تلك الحال التي يشاء الله لهم فيها أن يؤمنوا ، وهى حال تتعلق بمشيئة الله ، ولا تتعلق بما يساق إليهم من آيات ومعجزات ، فإيمانهم معلق بمشيئة الله ، لا بتلك الآيات التي يقترحونها .. (وَلكِنَ