ولا علما .. إذ أن المسلمين كانوا يعلمون من عناد هؤلاء المشركين أنهم لن يؤمنوا بأية آية ، ولكن ما كان يجده المسلمون منهم من عنت وإرهاق ألقى فى شعورهم شيئا من الأمل ، يتعلّلون به ، فى مجىء تلك الآية المقترحة ، التي إن لم يؤمن بها هؤلاء المشركون ، فلا أقلّ من أن تخفف من عداوتهم للمؤمنين وعدوانهم عليهم.
وقوله تعالى :
(وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصارَهُمْ كَما لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ).
هو توكيد لعدم إيمان المشركين بهذه الآيات التي تتنزل عليهم حسب مقترحاتهم ، وأنهم إذا التقوا بها ، فإنما يلقونها بقلوب مريضه ، وأبصار زائغة ، وألسنة تردد كلمات الزور والبهتان ، كما كان ذلك شأنهم مع آيات القرآن الكريم التي التقوا بها ، وقالوا فيها ما قالوا من زور وبهتان .. ثم ينتهى موقفهم مع الآيات التي اقترحوها كما انتهى مع الآيات التي جاءهم بها النبىّ .. طغيان ، وعناد. وكفر وضلال .. (وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُوراً) (٤١ : الإسراء)