الغافلون ، ويفقه أولئك الجاهلون .. لعلّ لمعة من لمعات الهدى والإيمان ، تضىء ظلام عقولهم ، وتكشف ضلال قلوبهم ..
____________________________________
الآيات : (٦٦ ـ ٦٧)
(وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (٦٦) لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) (٦٧)
____________________________________
التفسير : ومع هذه الآيات البينات ، وتلك المعارض المشرقة التي ترفعها لأعين الناس ، فإن كثيرا من الناس ضلّوا عنها ، وكفروا بها ، وأنكروا الواقع المحسوس الذي يجابه حواسّهم من نورها السنىّ ، وأريجها العطر.
وفى قوله تعالى : (وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ) تشنيع على هؤلاء المعاندين من زعماء قريش وساداتها .. وأنّهم إذ جحدوا الحقّ ، فقد جحدوا كذلك معه عاطفة القرابة والرحم .. وأنهم بدلا من أن يكونوا إلى جانب النبىّ المبعوث منهم ، ينصرونه ويشدّون أزره ـ كانوا حربا عليه ، وعلى من ظاهره ، وآمن به.
وفى كلمة «قومك» تسفيه لهؤلاء القوم الذين لم يستنّوا مع النبىّ سنّتهم فى الحياة التي يحيونها ، بل لقد خرجوا عليها خروجا فاضحا .. ذلك أن من عاداتهم التي تكاد تكون طبيعة فيهم ، الانتصار للقريب ، والاستجابة لدعوته .. ومن مأثور أقوالهم فى هذا : «انصر أخاك ظالما أو مظلوما» ومنه قول شاعرهم :
لا يسألون أخاهم حين يندبهم |
|
فى النائبات على ما قال برهانا |
فكيف وداعيهم هو هذا النبىّ ، الذي يدعوهم إلى ما فيه خيرهم