____________________________________
الآيات : (٥٩ ـ ٦٢)
(وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُها وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلاَّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (٥٩) وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ ما جَرَحْتُمْ بِالنَّهارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٦٠) وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ (٦١) ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ) (٦٢)
____________________________________
التفسير : بدأت السورة بآيات فيها عرض لجلال الله ، وعظمة ملكه ، وبسطة سلطانه ، وسعة علمه ، ثم جاءت بعد ذلك بمواجهة النبي وقومه ، وخاصة المشركين منهم ، الذين أنفوا أن يستجيبوا للرسول ، لأنه بشر مثلهم ، وأبوا أن يدخلوا فى دين يجعلهم والأرقاء والفقراء على سواء ..
ثم تجىء الآيات بعد ذلك ، لتعرض جانبا من جلال الله وعظمته ، ليكون فى ذلك ذكرى لمن غفل عن الله ، ونسى ما ذكّر به من قبل.
وقوله تعالى : (وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ) الضمير فى «وعنده» يعود إلى الله سبحانه وتعالى ، حيث جاء لفظ الجلالة فى قوله تعالى : (وَاللهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ) .. الآية (٥٨).