كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً» (الإسراء : ٩٠ ـ ٩١ ـ ٩٢)
وفى قولهم «من ربّه» كفر صريح بالله ، واتهام للنبىّ بأن له ربّا غير الرّبّ الذي يعرفونه ، ويتقربون بالأوثان إليه.
وفى قوله تعالى (نُزِّلَ) إشارة إلى أن الآية التي يطلبونها هى آية حسّية ، تتحرك بين الناس ، ويتحرك الناس بين يديها .. فهى ـ والأمر كذلك ـ شىء مغاير للآيات القرآنية التي تنزل على النبىّ ، فلا يكون لها هذا الأثر الحسّى ، الذي يبعث فى الحياة هزّة ، وثورة ظاهرتين للعيان!
وقوله تعالى : (قُلْ إِنَّ اللهَ قادِرٌ عَلى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً) فليس أمام قدرة الله ما يعجز ، وقد نزّل الله كثيرا من الآيات الحسّية كهذه الآيات التي يقترحونها ، ولكن كثيرا من الناس كفر بها ، وخادع حواسه وخان عقله فيها ..
وفى قوله تعالى : (وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) إشارة إلى جهل هؤلاء المكذبين ، فوق ما هم فيه من ضلال وكفر .. ولو علموا لرأوا أن هذا المقترح الذي يقترحونه. فيه هلاكهم ودمارهم .. حيث ذلك هو الجزاء الذي يعقب التكذيب بالمعجزات الحسيّة ، التي هلك المكذبون بها ، حين جاءتهم على يد الأنبياء .. نوح ، وهود ، وصالح ، ولوط ، وموسى ، وعيسى.
قوله تعالى : (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ) إشارة إلى أن عالم الأحياء ، من إنسان ، وحيوان ، وطير ، يرجع إلى أصل واحد ، كانت منه جميع هذه المخلوقات ، فى أنواعها وأجناسها ..
وفى قوله تعالى : (إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ) تسوية بين عالم الإنسان ، وعالم الحيوان ، فى إقامة كل جنس من أجناس الحيوان ، على نظام فى حياته ، وفى