وهذه الصور الثلاث تتخايل دائما ـ مجتمعة ومتفرقة ـ فى عينى من يعتقد فى ألوهية المسيح .. فكلما ذكر المرء «المسيح» وقعت فى تصوره هذه الصور الثلاث .. تجتمع ، وتتفرق ، ويختلط بعضها ببعض ، فتتشكل منها صور وأشكال ..!
العقل .. والمسيح الإنسان :
الوجه الإنسانى فى المسيح ، هو أبرز هذه الوجوه الثلاثة ، التي تتخايل منه ، لمن ينظر إليه على اعتبار أنه «الله» «مصمتا» مجملا ، أو الله «مفككا» مفصلا.!
فالمسيح الإنسان قد رآه الناس رأى العين ، وقد وصفه الواصفون وصف رؤية وعيان .. فهو حقيقة ماثلة فى عين من يؤمنون بألوهيته .. فضلا عن الذين لا يؤمنون به إلها!!
وقد استجاب المؤمنون بالمسيح الإله ، لهذا المعطيات التي أعطاها الشهود الحسّى لهم منه ، فتمثلوه ـ وهو الله ـ حاضرا معهم فى جسده ، الذي رأوه رؤية بصرية ، أو خبرية .. فصوروه. وصنعوا له التماثيل ، وليدا ، ومصلوبا ، وصاعدا إلى السماء. بعد قيامته من الأموات!
إن المسيح الإنسان هو الذي يملأ قلوب المؤمنين بأنه هو الله ، وإنهم ـ مهما جهدوا ـ لن يستطيعوا أن يتمثلوا الله فى حال من الأحوال ، إلا فى صورة المسيح الإنسان الذي رأوه فى صوره المختلفة التي تمثلوها له ، وصوروه ، أو مثلوه عليها!
ولهذا فقد غلبت صورة المسيح الإنسان على كلّ تصور لله ، ولهذا أيضا كانت صورة «المسيح» الإنسان فى عينى ، وفى قلب كل مؤمن بأنه «الله».