رُسُلاً) ـ جاءت لتسجل على اليهود ، أنهم غير معذورين ، بخروجهم عن طاعة الله ، وبإفسادهم لدينه الذي فى أيديهم .. إذ أخذ الله عليهم ميثاقا بعد خروجهم من مصر ، وأنقذهم من العذاب المهين الذي كانوا فيه ، وأراهم آياته عيانا ، ففرق بهم البحر ، وأغرق آل فرعون .. وأنزل عليهم المنّ والسلوى ، ونتق الجبل فوقهم كأنه ظلة ، وظلل عليهم الغمام ، وأجرى لهم من صميم الحجر عيونا ـ بين يدى هذه الآيات الناطقة أخذ الله العهد عليهم أن يؤمنوا به ، وأن يعملوا بأحكام التوراة ، بقلوب سليمة ، وعزائم وثيقة ، فإن القلوب لتخشع ، ولو كانت أقسى من الحجارة ، وهى فى مواجهة هذه الآيات البينات ، فتتقبل الخير وتستجب له ، وفى هذا يقول الله تعالى : (وَإِذْ فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْناكُمْ وَأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ* وَإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ* ثُمَّ عَفَوْنا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ* وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَالْفُرْقانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ* وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ* وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ* ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ* وَظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (٥٠ ـ ٥٧ : البقرة)
ثم يقول سبحانه : (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ* ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ