«ما إخالك سرقت؟» قال «بلى» (أي سرقت) فأعاد عليه مرتين أو ثلاثا ، فأمر به فقطع ، وجىء به ، فقال له النبي الكريم : «استغفر الله وتب إليه» فقال : أستغفر الله وأتوب إلى الله .. فقال نبىّ الرحمة : «اللهم تب عليه» ثلاثا .. أي قال النبىّ ذلك الدعاء ثلاث مرات.
(٥) يجوز لصاحب المال المسروق إذا ضبط السارق أن يعفو عنه قبل أن يصل الأمر إلى القضاء ، فقد روى أن النبىّ صلىاللهعليهوسلم ، قال لصفوان ابن أميّة وقد جاء ليشفع فيمن سرق رداءه ـ أي رداء صفوان ـ : «هلّا كان ذلك قبل أن تأتينى به؟».
وقوله تعالى : (فَمَنْ تابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ) هو عزاء لهؤلاء الذين اقترفوا جريمة السّرقة ، سواء أقيم عليهم الحدّ فيها ، أو أفلتوا من إقامة الحدّ ..
وليس عزاء كهذا العزاء الذي يقدمه الله إليهم ، وقد أفسدوا إنسانيتهم بهذا الجرم الذي ارتكبوه ، فجاءهم هذا العزاء فى صورة دعوة كريمة من رب كريم ، يدعوهم فيها إلى جناب رحمته ومغفرته ، إذا هم أرادوا أن يلوذوا بهذا الجناب الكريم ، وأن يستظلوا به ، وذلك بأن يستشعروا الندم عن جرمهم ، وأن يبرءوا إلى الله منه بالتوبة والإنابة والاستغفار ، فإنهم إن فعلوا قبل الله توبتهم وغفر لهم ذنبهم : «ومن (يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُوراً رَحِيماً).
وقوله تعالى : (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) هو إلفات للطائعين والعاصين جميعا ، وأنهم كلهم فى قبضة الله ، يعذب من يشاء منهم جزاء ما ارتكب من إثم ، وقارف من ذنب ، ويغفر لمن يشاء ، فضلا منه وكرما .. فهو القادر على كل شىء ، والمالك لكل شىء!