تعالى : (فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ؟) أي إن كنتم أبناء الله حقا وأحباءه صدقا ، فلم تغرقون فى الإثم ، وتموجون فى الخطيئة ، وتلقون فى النار؟
إن أبناء الله وأحباءه ، لا يخرجون عن طاعته ، ولا يمكرون بآياته!
وفى قوله تعالى : (يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ) ما يقطع بأنهم معذبون ، وأن هذا العذاب إنما استحقوه بما كسبت أيديهم ، شأنهم فى هذا شأن كل من يكذب بالله ويخرج عن طاعته! وهذا ما يشير إليه قوله تعالى : (بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ) فلا محاباة لأحد عند الله ، ولا كرامة لإنسان عنده ، إلا بالعمل الصالح.
وفى قوله تعالى : (يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ) إشارة إلى أن الله عبادا أرادهم للجنة فعملوا لها ، واستحقوا مغفرته ورضوانه ، وعبادا أرادهم للنار فعملوا لها ، فوقعوا تحت نقمته وعذابه ..
يروى عن عمر بن الخطاب وقد سئل عن قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا) فقال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم سئل عنها فقال : «إن الله عزوجل لمّا خلق آدم ، مسح على ظهره بيمينه فاستخرج منه ذريته ، فقال : خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ، ثم مسح على ظهره واستخرج منه ذريته فقال : هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون».
____________________________________
الآية : (١٩)
(يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (١٩)
____________________________________