ولم يكفهم هذا ، فعرضوا قتيلهم هذا العرض الطويل الممتد .. حتى لكأنهم وقد مزّقوه أشلاء ، أو قتلوه .. مرة ، بعد مرة ، بعد أخرى ..
قتلنا ..! |
.. يا للإثم العظيم! |
|
المسيح ..! |
.. ويا للهول المهول! |
|
عيسى .. |
ويا للعنة السماء لمن يقولها! |
|
ابن مريم .. |
ويا لشؤم القوم الذين يردّدونها! |
|
رسول الله. |
ويا لسيف الله لمن يحارب رسل الله! |
|
ومع هذا ، فإن القوم يهنؤهم الطعام والشراب .. بل إنهم ليأتدمون بهذا الدّم ، ويغمسون به كل لقمة يأكلونها!
وقولهم «المسيح» ليس اعترافا منهم بأنه المسيح ، وإنما يقولون ذلك استهزاء به .. وكذلك قولهم : «رسول الله» فهم لم يعترفوا بالمسيح رسولا ، ولم يقبلوه مسيحا.
وقوله تعالى : (وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ) هو كبت لليهود ، وخزى لهم ، إذ يفجؤهم القرآن الكريم بهذا الخبر ، ويقطع لهم عنه الشك باليقين .. ذلك أنه كان قد وقع فى نفوسهم شك فى أن الذي قتلوه وصلبوه ليس هو المسيح ، فإن هذا الشك قد أصبح يقينا بهذا الذي جاءهم به القرآن الكريم ، وهم يعلمون صدقه ، ويستيقنون أنه من عند الله ، وإن جحدوه استكبارا ، وعنادا .. وفى هذا يقول الله تعالى : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (١٤٦ : البقرة.) والضمير فى يعرفونه يعود إلى القرآن.
وقوله تعالى : (بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً) هو كبت وخزى