مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً (١٥٤) فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآياتِ اللهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً) (١٥٥)
____________________________________
التفسير : ومما هو من قبيل الجهر بالسوء من القول ، تلك الأسئلة الخبيثة الفاجرة ، التي يسألها أهل الكتاب – والمراد بهم اليهود ـ ويلقون بها بين يدى النبي الكريم ، فى تحدّ وقاح!
وسؤالهم هنا ، هو أن ينزل النبي عليهم كتابا من السّماء .. يرونه رأى العين ، كما رأوا تلك المائدة التي أنزلها الله على عيسى عليهالسلام ، حين اقترحوا عليه ذلك ، ولكنهم ـ مع هذا ـ لم يؤمنوا به ، ولم يصدقوا رسالته ..
ومن قبل كان اليهود يلقون إلى مشركى مكة بمثل هذه المقترحات ، ليعنتوا بها النبىّ ، وليقيموا لهم حجة عليه .. فكان من ذلك ما كشفه القرآن الكريم فى قوله تعالى.
(وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً* أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهارَ خِلالَها تَفْجِيراً* أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً* أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقى فِي السَّماءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً)