إن الكلمة ليست مجرد صوت ينطلق من فم ، ثم يذوب صداه فى أمواج الأثير ..!
بل إن الكلمة رسول مبين إلى الناس ، يهتف بهم إلى العمل ، ويدعوهم إلى الوجه الذي يريدهم عليه ..
وما رسالات السماء ، وما دعوات الرسل .. إلا كلمات .. تحمل الخير والهدى ، فتثمر ما شاء الله أن تثمر من خير وهدى ..
والله سبحانه وتعالى يقول : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ* تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ* وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ* يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ) (٢٤ ـ ٢٧ : إبراهيم) وفى قوله تعالى : (لا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ) ـ أمور .. منها :
أولا : (لا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ).
ما دلالة نفى حبّ الله سبحانه وتعالى للشىء؟ أهو كراهة هذا الشيء أم تحريمه؟
ظاهر نفى الحب ـ بمفهوم المخالفة ـ هو الكره ، بمعنى أن الله سبحانه وتعالى يكره الجهر بالسوء من القول
وكره الشيء أقل درجة من تحريمه .. فقد يكره الإنسان الأمر ، ثم يريد