والقرآن الكريم يتحدث عن المشركين باعتبار أنهم طائفة من طوائف الكافرين ، وفرقة من فرقهم .. فالمشرك كافر ، لا جدال.
فأهل مكة ـ قبل الإسلام ـ كانوا مشركين ، يعرفون الله معرفة باهتة ، ويرونه من خلال آلهتهم ، وكأنه واحد منهم ، أشبه بشيخ القبيلة فى قبيلته!! وقد سماهم القرآن الكريم كافرين ، كما سماهم مشركين ، وقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) (٦ : البقرة) من مراده بعض مشركى مكة. كما أشرنا إلى ذلك فى تفسير هذه الآية .. ومثل ذلك قوله تعالى : (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ) (١٢ : الأنفال) فإن هذه الآية نزلت فى غزوة بدر ، وفيما كان فيها من إمداد الله سبحانه وتعالى المؤمنين بالملائكة فى هذه المعركة .. وقد وصف المشركون هنا بالكفر
وقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ). هو بيان لما قضى به سبحانه وتعالى فيمن يشرك به أو ينكر ألوهيته ، وهو أنه سبحانه لا يغفر لمرتكب هذا الإثم إثمه ، ولا يناله برحمته ، إذ أن هذا المشرك أو المنكر ، قد استخفّ بالله ، فلم يولّ وجهه إليه ، ولم يخلص قلبه له ، فكان جزاؤه أن يستخفّ به الله ، ولا يقيم له يوم القيامة وزنا ، كما يقول سبحانه وتعالى : (أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبادِي مِنْ دُونِي أَوْلِياءَ إِنَّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ نُزُلاً* قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً* الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً* أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَلا نُقِيمُ