أوزار ، يحملونها على كواهلهم إلى يوم الجزاء ، حيث ينزل بهم العذاب الأليم بما حملوا من كفر غليظ!
وفى هذه المثل ، وتلك النذر ، عبرة لهؤلاء الكفار الذين أعنتوا رسول الله ، واستطالوا بقوتهم على ضعاف المسلمين بمكة ، وسلطوا عليهم ألوانا من العذاب والنّكال .. فلينظروا إلى ما نزل بمن كانوا أشدّ منهم قوة وأكثر بأسا ، وأوسع سلطانا .. كيف أخذهم الله ، فلم يغن عنهم ما كسبوا من الله شيئا.
____________________________________
الآية : (١٢)
(قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهادُ) (١٢)
____________________________________
التفسير : فى سكرة السلطان ، يفقد كثير من الناس صوابهم ، ويضل عنهم رشدهم ، فتمرّ بهم العبر وهم عنها غافلون ..
وفيما ذكر الله سبحانه ـ مما أخذ به الطغاة والظلمة ، ما فيه عبرة ومزدجر للطغاة والظلمة ، من كفار مكة .. ولكنهم فى سكرتهم يعمهون.
وإنه لكى تنقطع أعذارهم ولا يكون لهم على الله حجة ، فقد أمر الله نبيّه عليهالسلام ، أن يلقاهم صراحة بهذا النذير ، وأن يقرع آذانهم بما ينتظرهم من مصير مشئوم ، إن هم ظلّوا على ما هم عليه من عمى وضلال .. (سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهادُ) فلا حظّ لهم فى الدنيا ولا فى الآخرة .. إذ لا يعصمهم سلطانهم ، ولا تمنعهم كثرتهم وقوتهم ، من أن يلقوا الهزيمة فى هذه الدنيا على يد هؤلاء الذين استضعفوهم واستبدّوا بهم ، وهذا من أنباء