____________________________________
الآيتان : (٩ ـ ١٠)
(وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (٩) إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً) (١٠)
____________________________________
التفسير : وفى محضر الموت ، وبمشهد من الاستبداد بمال الميت ، الذي جمعه ، واجتهد فى جمعه ، ثم صار إلى يد غيره ، وربما إلى يد من كان يبغض أو يعادى من ورثته ـ يتمثل للحريصين على جمع المال من كل وجه ، والمترصدين له بكل سبيل ، غير متحرجين ولا متأثمين ـ يتمثل لهم مصير هذا المال الذي ركبوا له هذه الطرق ، وجنوا به تلك المآثم ، فيخفّ وزنه عندهم ، ويقلّ حرصهم عليه ، وإلقاء أنفسهم إلى التهلكة من أجله .. وهنا تصغى الآذان للنصح ، وتتفتح القلوب للعظة فيما يتصل بالمال ، والتعفف فى كسبه وجمعه!.
ولا يدع القرآن هذه الفرصة تمرّ ، دون أن ينتهزها ، ليبلغ من القلوب الغاية التي يريدها ، لحفظ حقوق اليتامى ، وصيانة أموالهم ، وحراستها من طمع الطامعين ، وخيانة الخائنين ..
لهذا جاء قوله تعالى : (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ) ـ جاء مذكرا الأحياء بهذا الذي هم صائرون إليه هم وأموالهم ، عارضا عليهم فى هذا الموقف ما يهزّ مشاعرهم ، ويثير أشجانهم ..
إنهم سيموتون كما مات هذا الميت الذي تقاسموا تركته ، أو تقاسمها ورثته وهم يشهدون ..
وإنهم سيتركون من بعدهم أطفالهم ، الذين سينضمون إلى موكب الأيتام ،