من الإيمان والصبر ، تنطلق من داخل أنفسهم ، فتشتعل بنور الله ، فإذا هى قوى يبلغ بها الإنسان فى ميدان القتال ، ما لا يبلغ خمسة من الرجال ، لا يملكون تلك القوى فى هذا الميدان!
وهنا يلتفت المسلمون إلى أنفسهم التفاتا قويّا ، يفتشون عن مواطن القوة والضعف فى إيمانهم وصبرهم ، حتى يكونوا على الشرط الذي اشترطه الله عليهم ، ليمدّهم بالقوة ، وليمكّن لهم من عدوهم.
وتجىء آيات القرآن الكريم ، لتلتقى مع هذا الشعور ، الذي يفتش فيه المسلمون عن أنفسهم ، ولتكون فى مجال البصر وهم يرتادون مواقع الخير الذي يدنيهم من التقوى ، ويمكن لهم من الصبر .. وإذا فى الآيات التي يتلوها الرسول عليهم بعد أن تلقاها من ربّه لساعته ـ إذا فى هذه الآيات الدواء والشفاء ، إذ يقول الله تعالى :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ* وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ* وَأَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ* وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ* وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ* أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ)
فعلى ضوء هذه الآيات الكريمة ، يعرض المسلم نفسه ، ويطّلع على ما تكون