والموقف الحكيم الذي ينبغى أن يقفه المسلمون إزاء هذه الجماعة ، هو ألا يشغلوا أنفسهم بها ، ففى ذلك تعويق لهم ، وتفويت لخير كثير كان يمكن أن يحصلوا عليه بهذا الجهد الذي يبذلونه فى شغل أنفسهم بها ..
وخير من هذا وأكثر عائدة على المسلمين هو أن ينظروا إلى أنفسهم ، وأن يقيموها على ما أمرهم الله ، فذلك هو الذي يحصل لهم الصبر والتقوى ، وهى القوة التي لا تغلب أبدا .. من ظفر بهما فقد ظفر بنصر الله وتأييده .. أما هؤلاء المنافقون فأمرهم إلى الله .. (إِنَّ اللهَ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ).
هذا ، ولم تشر الآيات إلى تلك الجماعة التي كشفت عن مساوئها وحذرت المسلمين أن يوادّوهم ويأمنوا جانبهم .. ذلك أن هذه الصفات هى علامات مميزة ، وسمات معينة لجماعة معروفة من الناس ، هم اليهود ، لا يشاركهم غيرهم فى هذه الصفات .. ومن هنا كان فى ذكرها غنى عن ذكرهم ، كما فيه تشهير بهم ، وتشنيع عليهم ، بوضعهم هذا الموضع ، الذي إذا ذكرت فيه سيئة علقت بهم ، وأشارت إليهم.
____________________________________
الآيتان : (١٢١ ، ١٢٢)
(وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١٢١) إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللهُ وَلِيُّهُما وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (١٢٢)
____________________________________
التفسير : القتال الذي تشير إليه الآية هو القتال الذي حدث فى معركة أحد ، وقد أصيب فيها المؤمنون بعدد غير قليل من الشهداء والجرحى ، كما ستشير الآيات التالية إلى هذا الحدث ، وما وقع فيه.