وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي قالُوا أَقْرَرْنا قالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (٨١) فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) (٨٢)
____________________________________
التفسير : النبيّون صلوات الله عليهم قائمون على أمر واحد ، هو الدعوة إلى الله ، وكشف معالم الطريق للناس إليه ، ودعوة الناس بدعوة الحق والخير كما أمر الله.
ومن ثمّ كانت الجامعة بينهم ، وكان النسب والقرابة! إذ كانوا جميعا يعملون فى ميدان واحد ، وغاية واحدة .. ونجاح الدعوة لأىّ منهم هو نجاح ضمنى لهم جميعا ، وهو انتصار فى موقع من مواقع الحق الذي يجاهدون فى سبيله.
وقوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ) هو توكيد لهذه الجامعة التي تجمع بين النبيين ، وتوثيق للأمر الذي شدّوا أيديهم عليه وعلى الجهاد فى سبيله.
فلقد أخذ الله العهد على النبيين واحدا واحدا ، فيما ندبهم له ، وفيما دعاهم إليه ، وهو أن تتوحد فى مجال الجهاد رايتهم ، وألا ينسخ بعضهم بعضا ، أو ينعزل بعضهم عن بعض .. فإذا قام نبىّ منهم يدعو إلى الله ، ثم جاء نبىّ آخر يدعو بتلك الدعوة ، كان على كل منهما أن يصدّق الآخر ، ويؤمن به ، وينصره فيما يدعو إليه ، لأن نصرة هذا النبىّ نصرة له ، ونصرة لرسالتيهما معا.
وليس هذا شأن الأنبياء وحدهم ، فى إيمان بعضهم ببعض ، وتصديق بعضهم بعضا ، ونصرة بعضهم لبعض .. بل هو شأن أتباع الأنبياء جميعا ..