الْكِتابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (٧٨)
____________________________________
التفسير : هذه الآية تكشف عن فريق آخر من أهل الكتاب ، من جماعة اليهود ، بعد أن كشفت الآيات السابقة عن جماعة من أهل العلم فيهم ، يتّجرون بما عندهم من علم ، ويبيعونه لمن يشترى .. أما هذا الفريق فهم. (يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ) أي يتلون آيات الكتاب تلاوة تلوكها ألسنتهم ، وتلتوى بها شفاههم ، فلا تخرج الكلمات إلا متآكلة متكسرة ، يختلط بعضها ببعض ، لا يدرى أحد ما مدلولها ، ولا يهتدى أحد إلى وجه الحقّ فيها .. فهى أقرب إلى الرمز منها إلى الكلام .. (وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ .. وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) أنه الكذب .. أي أن كذبهم هذا على علم ، وهو شرّ ما عرف من الكذب ، وأبغض ما ظهر للناس من وجوهه.
____________________________________
الآيتان : (٧٩ ، ٨٠)
(ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِباداً لِي مِنْ دُونِ اللهِ وَلكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ وَبِما كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (٧٩) وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْباباً أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (٨٠)
____________________________________
التفسير : فى هاتين الآيتين يكشف الله سبحانه عن تلك المفارقات البعيدة بين دعوات الأنبياء ، وبين ما يدخله أتباعهم على تلك الدعوات من افتراء وبهتان.