____________________________________
الآية : (٦٩)
(وَدَّتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَما يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ) (٦٩)
____________________________________
التفسير : الشرّ يعمل دائما على أن يتحكّك بالخير ، وأن يدير وجهه إليه ، ليرصد كل حركاته وسكناته ، وذلك ليطمئن على وجوده القائم على الباطل ، وحتى يطفىء تلك الشعاعات المضيئة المسلطة عليه من الحق ، والتي تهدده بفضح موقفه وسوء مصيره.
وهكذا أهل الباطل والضلال دائما ، فى كل أمة ، ومن كل جيل ، يهاجمون الحق فى كل سانحة تسنح لهم ، ويدبّرون له العدوان حيث وجدوا إلى ذلك سبيلا .. لأنهم يستشعرون أنهم مهددون بالضياع ، وأن تلك الخيوط الواهية التي تشدّهم إلى الباطل ، وتقيمهم على الضلال ، هى فى معرض الانحلال والتفكك ، لأدنى لمسة تلمسها بها يد الحق! فهم بهذه المحاولات التي يتهجمون بها على مواطن الحق إنما يريدون أن يدفعوا خطرا ـ متوهّما أو متحققا ـ يطلّ عليهم من آفاق الحق ومواطنه.
وقد كشف الله سبحانه وتعالى فى القرآن الكريم كثيرا من مكايد أهل الكتاب ، وما يدبرون للمسلمين من شر ، وما يبيّتون من عدوان.
والسلاح الأول الذي يعتمد عليه أهل الكتاب ـ وخاصة اليهود ـ فى المعركة التي يدبّرونها مع الإسلام ، هو التشكيك فى رسالة الرسول ، وفى الكتاب الذي نزل عليه .. ذلك أنهم لو كسبوا المعركة فى هذه الميدان ، لأغناهم