الْمُشْرِكِينَ» فكيف ينتسب إليه المشركون؟ وكيف تصحّ تلك النسبة ، أو تستقيم على وجه؟
____________________________________
الآية : (٦٨)
(إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) (٦٨)
____________________________________
بعد أن أبطل الله سبحانه دعوى اليهود والنصارى بنسبتهم إلى إبراهيم ، الذي يدينون بغير ما كان يدين به ، من توحيد الله ، توحيدا خالصا مطلقا ـ بيّن الله سبحانه ـ من هم أولى الناس بإبراهيم وبالانتساب إليه ، وبوصل دينهم بدينه .. وإن أولى الناس بتلك النسبة لهو النبي صلىاللهعليهوسلم والذين آمنوا .. إذ كان دين محمد هو الإسلام لله ، والإقرار بوحدانيته ، وكذلك إيمان المؤمنين بمحمد .. فكل من كان على إيمان بالله كهذا الإيمان فهو أحقّ الناس بإبراهيم ، وأقربهم نسبا إليه.
وفى قوله تعالى : (وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) مع ما فيه من فضل سابغ على المؤمنين بولاية الله لهم ، وضمّهم إلى جناب رحمته ، فيه زجر لأهل الكتاب وتشنيع عليهم ، وطرد لهم من ولاية الله لهم ، ومن قبولهم فى المقبولين من عباده المؤمنين : (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) (٢٥٧ : البقرة).