وتعارضا ، وكتمانا لبعض الحقائق ـ قد يفهم من هذا أننا ننتقص من قدر الحواريين ، ونسىء الظن بهم وبأمانتهم فيما نقلوا عن المسيح .. إذ أن الأناجيل الأربعة ، ينسب ثلاثة منها إلى : متى ، ومرقس ، ويوحنا ، وثلاثتهم من الحواريين ..
ومعاذ الله أن نشكّ فى أمانة الحواريين ، عليهمالسلام ، إنهم أجلّ من أن يكذبوا ، أو يخونوا الأمانة ، إذ كان الله سبحانه هو الذي اختارهم للمسيح أعوانا وأنصارا ، كما يصرح بذلك القرآن الكريم ، فى قوله تعالى :
(وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنا مُسْلِمُونَ) (١١١ : المائدة)
والذي يمكن أن يقال فيما وقع فى الأناجيل من اختلاف ، وما جاء فيها من مقولات يقف العقل إزاءها موقف الشك أو الإنكار ـ هو أن الأناجيل إما أن تكون قد كتبت بأيدى هؤلاء الحواريين المعروفين ، ثم دخل عليها ما ليس منها ، مما هو موضع خلاف ، أو شك ، أو إنكار ، وذلك عن طريق الناقلين والمترجمين ..
وإما أن تكون قد كتبت بغير أيدى أصحابها ، ثم أضيفت إليهم ، وحسبت عليهم ، لتكتسب ثقة وذيوعا .. وهنا يتسع المجال لوقوع ذلك الاختلاف بين الأناجيل ، وما تحمل فى ثناياها من تلك المقولات المختلفة المتضاربة!
____________________________________
الآيات : (٤٧ ـ ٥١)
(قالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قالَ كَذلِكِ اللهُ يَخْلُقُ ما يَشاءُ إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٤٧)