والصّبر هو عدة المؤمنين ، وزادهم العتيد فى الطريق الشاق الذي يصحبون به الإيمان ، ليصل بهم إلى التقوى ، فبالصبر يغلب الإنسان شهواته ، ويقهر أهواءه ، ويحتمل تكاليف الشريعة ، ويؤديها على الوجه الأكمل لها .. (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (٥٢ : البقرة)
والصّبر ملاك أمره الصّدق .. الصدق فى القول والعمل .. والصدق مع النفس ، ومع الناس ، ومع الله ـ فإذا لم يكن ذلك كان الصّبر بلادة ، وموانا ، وموقفا سلبيا من الحياة. ولكن إذا واجه الإنسان الحياة ومعه الصبر وجد فى كل موقف شاق طريقين : طريق الكذب والهروب ، وطريق الصدق والثبات .. وهنا تظهر فضيلة الصبر ، ويتجلى أثره .. (وَالْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ (٢) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) (٣).
والولاء لله ، والإنفاق فى سبيله ، وقيام الليل واستقبال الأسحار بالتوبة والاستغفار .. كل هذه مواقف يمتحن فيها إيمان المؤمنين ، وصبرهم ، واستمساكهم بالحق الذي أمر الله به.
فبهذه المجاهدات ـ مع الإيمان ـ يبلغ الإنسان منازل المتقين ، وينال رضوان الله ، وينعم بجنات النعيم.
____________________________________
الآية : (١٨)
(شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (١٨)
____________________________________