يقتنون ، من الأشياء التي تغذّى عواطفهم ، وتشبع حاجاتهم الجسدية ، والنفسية ، وتنزلهم فى الحياة منزلا عاليا رفيعا ، يبسط لهم سلطانا يستجيب لكلّ ما يدّعون وما يشتهون!
هذه طبيعة فى الناس ، غير منكرة ، ولا متكرّهة ، لأنها قوة عاملة فى الحياة ، بها يخفّ الناس إلى السعى والجد ، والمغامرة والمخاطرة ، ، ولولاها لما خطت الإنسانية هذه الخطوات الواسعة ، إلى العمران والمدنية! وهذا فى ذاته خير للإنسانية وكسب للناس.
ولكن الشيء إذا زاد عن حدّه انقلب إلى ضدّه ـ كما يقولون.
وهذا ما يحدث لغريزة حبّ الاقتناء ، إذا جاوزت حدّها ، وخرجت عن سنن القصد والاعتدال!
إنها تتحول حينئذ إلى شره قاتل ، يصير به الإنسان حيوانا ضاريا ، يشتبك فى صراع دام مع كل من يلقاه!
وقوله تعالى : (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعامِ وَالْحَرْثِ)
عرض لصور مما تشتهيه النفس ، وتحرص عليه ، وتستكثر منه .. النساء والبنين ، والذهب والفضة ، والخيل المعلّمة ، والأنعام ، والحرث والزرع .. ولم يتحدث القرآن عن الدّور والقصور والأناث والرياش ، ولا عن ألوان الطعام ، ولا عن الخدم والأتباع ، وكلها مما تشتهيه النفوس ، وترغب فيه .. لم يذكر القرآن الكريم هذا ، ولا كثيرا غيره من مطالب النفس ـ لأنه ذكر