قبل ، أو ينكره ، ثم لم يكن فى مقدور عقله وحيلته ـ بعد أن عرف أنه عريان ـ أن يسعفاه بأكثر من ورق الشجر ، ليستر به سوأته .. تماما كما يفعل الآدميون من سكان الأدغال ، حين ينتقلون من طور العرى الخالص إلى طور التستر بأوراق الشجر .. إنهم هم «آدم» وإن تأخر بهم الزمن آلاف السنين أو ملايينها!!
يقول الفيلسوف المسلم «محمد إقبال» :
«فالمعصية الأولى للإنسان ، كانت أول فعل له ، تتمثل فيه حرية الاختيار ، ولهذا تاب الله على آدم ، كما جاء فى القرآن ، وغفر له.
«وعمل الخير لا يمكن أن يكون قسرا ، بل هو خضوع عن طواعية للمثل الأخلاقى الأعلى ، خضوعا ينشأ عن تعاون النظرات الحرة المختارة ، عن رغبة ورضى!
«والكائن الذي قدّرت عليه حركاته كلها ، كما قدّرت حركات الآلة ، لا يقدر على فعل الخير!
ثم يمضى قائلا :
«وعلى هذا ، فإن الحرية شرط فى عمل الخير.
«ولكن السّماح بظهور ذات متناهية لها القدرة على أن تختار ما تفعل ، بعد تقدير القيم النسبية للأفعال الممكنة لها ـ هو فى الحق مغامرة كبرى ، لأن حرية اختيار الخير ، تتضمن كذلك اختيار عكسه!
ثم ينهى إقبال هذا الموقف بقوله :
«ربما كانت مغامرة كهذه هى وحدها التي تيسر الابتلاء والتنمية للقوى الممكنة لوجود خلق : «على أحسن تقويم» ثم رددناه : (أَسْفَلَ