والصورة التي رسمتها الآية الكريمة ـ على ما جاءت عليه ـ تأخذ المنافقين وحدهم بجرمهم ، فتحرمهم الإفادة من هذا النور الذي يملأ الوجود من حولهم .. ثم لا تحرم المهتدين ما أفادوا من هدى.
ولقد جاء القرآن بمثل آخر لهؤلاء المنافقين فى الآيتين التاليتين :
____________________________________
الآيتان (١٩ ـ ٢٠)
(أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ (١٩) يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا وَلَوْ شاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٢٠)
____________________________________
التفسير : الصيّب هو المطر. وقد شبّه به هدى السماء ، الذي تلقاه الرسول من ربّه ، ليحيى به موات القلوب ، كما يحيى المطر جديب الأرض.
وفى القرآن وعد ووعيد ، وتكاليف وأعباء ، كالعبادات ، والجهاد فى سبيل الله ، ومجاهدة النفس فى اجتناب المحرمات .. ثم هو مع هذا رحمة وشفاء! وفى الغيث الذي ينزل من السماء ظلمات من السحب المتراكمة ، ورعد وبرق .. ثم هو مع هذا نعمة وحياة!
كذلك كانت آيات القرآن حين تتنزل ، تنخلع لها قلوب المنافقين ، وتنفطر منها أفئدتهم ، لما يتوقعون فيها من صواعق تدمدم عليهم ، وتفضح