وقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) دعوة إلى التزام الطريق القويم لمن كان قد انحرف عنه ، وأتى المرأة من غير المأتى الطبيعي لها ، فباب التوبة مفتوح لمن أناب إلى الله والتزم حدوده : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ) فالتوبة تغسل الحوبة .. وليس مصيبة الإنسان فى أن يخطىء ويزل ، فالإنسان بحكم أنه بشر عرضة للخطأ والزلل ، ولكن المصيبة ألّا يتأثّم من الإثم ، ولا يتحرج من الانحراف ، فيقيم على إثمه ، ويصر على انحرافه .. وليس يستنقذ الإنسان من أن يحيط به ذنبه إلّا أن يرجع إلى الله من قريب ، وأن يلقاه نادما تائبا .. هنالك يجد من ربه رحمة ومغفرة ، ورضى ورضوانا (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) أي المتطهرين من كل أذى يمسّ أجسادهم وأرواحهم ..!
____________________________________
الآية : (٢٢٣)
(نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (٢٢٣)
____________________________________
التفسير : قوله تعالى : (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ) أي محترث ومزدرع ، تبتغون منهن ما يبتغى الحارث والزارع مما يحرثه ويزرعه ، وهو الثمرة التي يجتنيها من زرعه .. وفى هذا دعوة إلى أمور ، منها : رعاية المرأة ، وتدبير أمرها ، وإصلاح شأنها ، وتوفير وسائل الحياة الطبيعية لها ، شأن الزارع الذي يقوم على رعاية زرعه ، وحمايته من كل ما يعرض له من سوء .. ومنها غرس ما يرجى ثمره ، وما ينتفع به من ثمر ، وذلك لا يكون إلا بمباشرة المرأة من حيث يؤتى بالولد الذي هو الثمرة المرجوة من هذا الغرس.