وفى طريقها .. وكذلك الميسر وأصناف الناس الذين يجتمعون عليه ، ويعملون فى ميدانه!.
أما الإثم فهو الإثم ، وإن تعددت مصادره ، واختلفت موارده ، والوصف الذي يلحقه هو الذي يفرق بين إثم وإثم ، فيقال إثم كبير ، أو عظيم ، أو غليظ ، أو يسكت عنه فلا يوصف بوصف ما .. ويكفى فى وصفه فى هذه الآية أن يقال : «إثم كبير» فيكون وصفا جامعا لكل منكر.
ويتفق المفسرون على أن هذه الآية منسوخة بقوله تعالى : (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (٩٠ : المائدة).
ونحن .. على رأينا فى موضوع النسخ .. لا نرى فى هذا نسخا للآية الكريمة ، بل هى محكمة عاملة ، وكذلك كل الآيات التي جاء فيها للخمر ذكر أو حكم ، كما أوضحنا ذلك من قبل فى مبحث «النسخ».
قوله تعالى : (وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ) .. العفو : ما زاد عن حاجة الإنسان ، فى قصد واعتدال ، بلا سرف ولا تقتير.
وحيث كفى الإنسان حاجته فإن واجبا عليه ـ ديانة وإنسانية ومروءة ـ أن يسمح بما زاد عن هذه الحاجة ، فيدفع به حاجة المحتاجين .. إذ كيف يكون الإنسان إنسانا بارّا بإنسانيته ، وفى يده فضل مال أو متاع ، وفى الناس من أهله وجيرانه ، وقومه ، من هو فى حاجة إلى بعض هذا المال أو المتاع؟.
لهذا جاءت شريعة الإسلام بهذا التوجيه الإنسانى الكريم ، الذي يصل الناس بالناس ، بصلات المودة والرحمة ، ويجعل منهم كيانا واحدا