فتتفرق به السبل إليه ، فيرى الله بعين مريضة ، وبقلب سقيم ، وإذا الله عنده ربّ مع أرباب ، وإله بين آلهة ، فولاؤه لله قسمة بينه وبين ما أشرك معه من آلهة وأرباب ، وحبه لله موزع مشاع بينه وبين الشركاء الذين جعلهم معه ، وليس كذلك حبّ الذين آمنوا وأخلصوا إيمانهم لله ، فهو الحبّ كل الحبّ لله وحده ، لا شريك له فيه.
وقوله تعالى : (وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعَذابِ) وعيد مزلزل لكيان أولئك الذين أشركوا بالله وجعلوا له أندادا ، وانتقال خاطف بهم إلى يوم القيامة وأهوالها ، والنار الجاحمة المعدة لهم ، وعندئذ يرون أن الملك لله وحده ، وأن القوة كلها بيده ، لا يملك أحد منها مع الله شيئا ، يدفع عنهم هذا العذاب المحيط بهم.
____________________________________
الآيتان : (١٦٦ ـ ١٦٧)
(إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ (١٦٦) وَقالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنَّا كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ) (١٦٧)
____________________________________
التفسير : هنالك فى هذا الموقف المتأزم الخانق ، وبين يدى هذا الجحيم الآخذ بالنواصي والأقدام ، يكثر التلفت إلى الوراء ، وترتفع صيحات الحسرة والندم من الآثمين الضالين!
وفى مشهد من تلك المشاهد تقع الملاحاة بين الأتباع والمتبوعين ، ويتبرأ