وانظر فى قوله تعالى : (وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) كم تجد فى قول الحق جل وعلا : (أَنَا) من معطيات الأمل والرجاء لمن يلفتهم الله إليه ، ويتجلّى عليهم بذاته؟ وكم تجد فى «واو» العطف فى قوله سبحانه : (وَأَنَا) من قوى الجذب إلى الله لهؤلاء الضالين الظالمين؟
(فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ) فهم الراجعون إلىّ ، الطامعون فى رحمتى (وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ). الذي يقبل التوبة عن عباده ، ويرحمهم.
____________________________________
الآيتان : (١٦١ ـ ١٦٢)
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ(١٦١) خالِدِينَ فِيها لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ) (١٦٢)
____________________________________
التفسير : أما الذين أصروا على الكفر وماتوا عليه ، دون أن يتطهروا منه بالتوبة والإيمان ، فقد ضلّ سعيهم ، وساء مصيرهم ، ووقع عليهم من ربهم رجس وغضب ، ومن الوجود كلّه ـ أرضه وسمائه ـ المقت واللعنة ..
والضمير فى قوله تعالى : (خالِدِينَ فِيها) يعود إلى اللعنة فى قوله تعالى : (أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) أي هم واقعون تحت هذه اللعنة ، خالدين فيها أبدا ، لا يخفف عنهم عذابها ، ولا ينظر إليهم بعين الرحمة أبدا.
____________________________________
الآيتان : (١٦٣ ـ ١٦٤)
(وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ (١٦٣) إِنَّ فِي