الدين حمزة مدرس الحنبلية انتهى. قال الصفدي رحمهالله تعالى حمزة بن موسى الشيخ الإمام العالم الفقيه الحنبلي عرف نسبه إلى الفتح بن خاقان (١) وزير المتوكل عز الدين ابن القاضي قطب الدين ابن شيخ السلامية ، يأتي والده وذكره إن شاء الله تعالى في حرف الميم مكانه ، سألته عن مولده فقال سنة ست عشرة وسبعمائة ، توفي والده وهو في الجيش يباشر مشارفة الجيوش بدمشق ، ثم إن الأمير سيف الدين دنكز أخذ منه مبلغ مائة ألف درهم فيما أظن من غير ذنب ولا جناية ، لكن نقم على والده من غير انزعاج ولا إكراه ، ثم ترك الخدم وأقبل على العلم ، وزهد في المناصب وأعرض عنها إعراضا كليا ، وأكب على الاشتغال والمطالعة إلى أن برع في المذهب والخلاف ، وصار علامة في المنقول ومعرفة مذاهب الناس ، وتولى تدريس الحنبلية التي عند الرواحية داخل باب الفراديس ، وشرح مراتب الاجماع لابن حزم (٢) في عشرة أسفار ، واستدرك عليه قيودا أهملها وحسبك بمن يستدرك على الحافظ ابن حزم ، وشرح أحكام الشيخ مجد الدين بن تيمية رحمهماالله تعالى في مجلدات كثيرة انتهى.
قال ابن مفلح رحمهالله تعالى في الطبقات : حمزة بن موسى بن أحمد بن الحسين بن بدران الشيخ الإمام العلامة عز الدين أبو يعلى المعروف بابن شيخ السلامية ، سمع من الحجار وتفقه على جماعة ، ودرس بالحنبلية وبمدرسة السلطان حسن بالقاهرة ، وأفتى وصنف تصانيف عدة ، منها على إجماع ابن حزم استدراكات جيدة ، وشرح على أحكام المجد بن تيمية قطعة صالحة ، وكان له اطلاع جيد ونقل مفيد على مذاهب العلماء المعتبرين واعتنى جيدا بنصوص الإمام احمد رضي الله تعالى عنه ، وعلى فتاوى الشيخ تقي الدين بن تيمية وله فيه اعتقاد صحيح وقبول لما يقوله وينصره ويوالي عليه ويعادي فيه. قال شيخنا الشيخ تقي الدين ابن قاضي شهبة رحمهالله تعالى ، ووقف درسا بتربته بالصالحية وكتبا وعين لذلك الشيخ زين الدين بن رجب رحمهالله تعالى ، توفي ليلة الأحد
__________________
(١) شذرات الذهب ٤ : ١٠٧.
(٢) شذرات الذهب ٣ : ٢٩٩.