ابن مفلح ولم يذكر أيضا أنه درس بها فتعين التحرير.
وأما ولده ناصح الدين فقال الذهبي رحمهالله تعالى في تاريخه العبر في سنة أربع وثلاثين وستمائة : والناصح بن الحنبلي أبو الفرج عبد الرحمن بن نجم بن عبد الوهاب ابن الشيخ أبي الفرج الشيرازي الأنصاري الحنبلي الواعظ المفتي ، ولد بدمشق سنة أربع وخمسين ، وبرز في الوعظ ، ورحل وسمع من شهدة (١) وطبقتها ، وسمع باصبهان من ابي موسى المديني وغيره ، وله خطب ومقامات ، وله تاريخ الوعاظ ، انتهت إليه رئاسة المذهب بعد الشيخ موفق الدين في ثالث المحرم انتهى. وقال شيخنا ابن مفلح في طبقات الحنابلة : عبد الرحمن ابن نجم بن عبد الوهاب بن عبد الواحد الأنصاري الشيرازي ، الفقيه الواعظ ناصح الدين أبو الفرج ، سمع من والده والقاضي أبي الفضل محمد بن الشهرزوري وعلي بن نجا وغيرهم رحمهمالله تعالى شرع في الاشتغال ، ورحل الى البلاد ، وسمع ببغداد واصبهان والموصل من جماعة ، ودخل بلادا كثيرة واجتمع بفضلائها ، واشتغل ببغداد على أبي الفتح ابن المني (٢) واشتغل بالوعظ وبرع فيه ، وحضر فتح بيت المقدس مع السلطان صلاح الدين ، ودرس بعدة مدارس منها الحنبلية مدرسة جده ، ودرس بالمسمارية دولا مع أسعد بن المنجا (٣) : ثم اشتغل بها بنو المنجا بحكم أن نظرها لهم ، ثم بنت له الصاحبة وهي ربيعة خاتون مدرسة بالجبل تسمى الصاحبة ، فدرس بها فكان يوما مشهورا وحضرت الواقفة من وراء الستر ، وانتهت اليه رئاسة المذهب بعد الشيخ موفق الدين ، وكان يساميه في حياته وبينهما مراسلات ، حدث بدمشق وبغداد وغيرهما ، وكان له مصنفات ، وهو من بيت الحديث والفقه ، سمع منه النابلسي خالد وابن المنجا الحافظ ، توفي يوم السبت ثالث المحرم سنة أربع وثلاثين وستمائة بدمشق ، ودفن بيومه في تربتهم بسفح قاسيون انتهى. وقال الأسدي في تاريخه في سنة تسع عشرة وستمائة : عبد الكريم ابن الفقيه نجم الدين بن نجم بن شرف الاسلام عبد الوهاب ابن الشيخ أبي
__________________
(١) شذرات الذهب ٤ : ٢٤٨.
(٢) شذرات الذهب ٤ : ٢٧٦.
(٣) شذرات الذهب ٥ : ١٨.