المقدسي الدمشقي الفقيه الزاهد أبو الفرج الأنصاري السعدي شيخ الشام في وقته ، واختلف النسابون في نسبته والأشهر انه من ولد سعد بن عبادة ، تفقه على القاضي أبي يعلى ، ثم قدم الشام فسكن بيت المقدس ، ونشر مذهب الامام أحمد رضي الله تعالى عنه أيضا ، وتخرج به جماعة من الأصحاب وسمع بها من أبي الحسن علي بن السمسار وأبي عثمان الصابوني ، واشتهر اسمه وحصل له القبول التام ، وكان إماما عارفا بالمذهب والأصول ، شديدا في السنة زاهدا عابدا متألها ، ذا أحوال وكرامات وكان تتش صاحب الشام يعظمه ، ويقال إنه اجتمع مع الخضر مرتين ، وكان يتكلم في عدة أوقات على الخاطر كما كان يتكلم ابن القرمي الزاهد وكان الشيخ أبو الفرج يدعو على بعض السلاطين المخالفين ويقول كم أرميه ولا تقع الرمية به فلما كان في الليلة التي هلك فيها قال لبعض أصحابه قد رميت فلانا وقد هلك فحسب فرأى هلاكه في تلك الليلة التي أشار اليها ، وله عدة تصانيف في الأصول والفقه ، توفي رحمهالله تعالى يوم الأحد ثامن عشر ذي الحجة سنة ست وثمانين وأربعمائة بدمشق ، ودفن بمقبرة باب الصغير وقبره مشهور يزار انتهى. وهو الذي دفن الى جانبه الشيخ زين الدين بن رجب (١) رحمهماالله تعالى ثم قال ابن مفلح : فيها عبد الملك بن عبد الوهاب بن عبد الواحد الأنصاري الشيرازي الدمشقي القاضي بهاء الدين (٢) بن شرف الاسلام ، تفقه ودرس وأفتى وناظر. وذكر أبو المعالي حمزة بن القلانسي : (٣) وكان إماما فاضلا مناظرا مفتيا على مذهب أبي حنيفة وأحمد بن حنبل رضياللهعنه ، وكان يعرف اللسان الفارسي مع العربي ، وهو حسن الحديث في الهزل والجد ، توفي يوم الاثنين سابع عشر شهر رجب سنة خمس وأربعين وخمسمائة ، وكان له يوم مشهود ودفن جوار والده في مقابر الشهداء بالباب الصغير انتهى. وقال فيها : علي بن ابراهيم بن نجا ابن غنائم (٤) الأنصاري الدمشقي الفقيه أبو الحسن علي سبط الشيخ أبي
__________________
(١) شذرات الذهب ٦ : ٣٣٨.
(٢) شذرات الذهب ٤ : ١٤٣.
(٣) شذرات الذهب ٤ : ١٧٤.
(٤) شذرات الذهب ٤ : ٣٤٠.