جامع يلبغا :
٩ ـ على شط نهر
بردى تحت قلعة دمشق ، قال الحافظ شمس الدين ابن ناصر الدين في توضيح المشتبه في
كلامه على القري : وجدت بخط الشيخ القدوة ابي سعيد مساعد بن ساري رحمهالله تعالى ، سمعت الشيخ محمد بن القرمي بالقدس يقول : كان موضع جامع يلبغا تلا يشنق عليه حتى شنق
عليه فقير مجذوب شطح فقتل عليه مشنوقا ، ولم يقتل عليه احد بعده ، وكان يرون ان
ذلك بسببه انتهت الزيادة وقال الذهبي في مختصر تاريخ الإسلام في سنة سبع واربعين :
وفي هذا العام انشأ الجامع السيفي يلبغا بدمشق. وقال في سنة ثمان واربعين وسبعمائة
: وفي جمادى الاولى جاء الخبر الى دمشق بمسك جماعة من كبراء امراء مصر منهم آق
سنقر ، والحجازي ، وبيدمر البدري ، وغيرهم تتمة سنة ، فجمع نائب الشام الآمير سيف
الدين يلبغا الامراء بعد الموكب واستشارهم فيما يصنع ، فاختلفوا عليه ، فكاتب الى
النواب بالبلاد الشامية ، فاجابه بالطاعة نائب حلب المحروسة ارغون شاه ، فتحول نائب دمشق بأهله وخزائنه الى القصر الظاهري ،
فأقام به اياما ، فقدم عليه امر السلطان يعلمه انه قد كتب تقليد ارغون شاه نائب
حلب المحروسة نيابة دمشق ، ويأمره بالشخوص الى القاهرة ، فانتهر الرسول ورده بغير
جواب ، فلما كان من الغد وهو يوم الخميس منتصف الشهر خرج بجميع اهله وغلمانه
ودوايه وحواصله الى خارج البلد عند قبته المعروفة به اليوم ، وخرج معه ابوه واخوته
وجماعة من الامراء منهم قلاون وسبعة ممن اطاعوه فباتوا ليلتين بأرض القبيبات ،
فلما كان من الغد يوم الجمعة نودي في البلد من تأخر من الامراء والجند شنق على باب
داره ، فتأهب الناس للخروج ، وطلع الامراء فاجتمعوا الى السنجق السلطاني تحت
القلعة ، فلما تكاملوا ساروا نحوه بعد صلاة الجمعة ليمسكوه فجهز ثقله وزاده وما خف
عليه من امواله ثم ركب بمن اطاعه ووافاه الجيش عند ركوبه وهابوا ان يبتدوه بالشر ،
فتقدمهم وساروا وراءه ، واما اهل القبيبات وعوام الناس والاجناد الباطلة فنهبوا
خيامه ،
__________________