أشهر ، فحصل للناس مشقة بذلك ، لا سيما من هو منقطع إلى الاشتغال بالعلم ، وقد كان في العشر الأخير من شهر رمضان ووصوا على الجهات من عند الناظر أي ناظر الجيش ، فاجتمع الجماعة به ، فقال كيف يجوز الأخذ من الجامع مع خرابه ، فقيل له : فرع المتصدرين ليس هو موقوف على عمارة الجامع. وقال : أنتم ما حضرتم في شعبان وشهر رمضان ، فقيل له نحن في بيوتنا فنشغل الناس ونفتي ، فقال : الإفتاء للعوام هذا ما يكفي ، وقال لبعض الجماعة : أنت شيخ على حافة قبرك أريد أن تنقل الذي في صدرك الى صدر هذا ، وأشار إلى شخص طالب علم ، ثم اتفق الحال على ان أخذ له من المتصدرين من كل واحد نحو ثلثي شهر ، وأعطى ذلك ، فسكت وبطلت قضية العمارة ، ولم يرخم سوى يسير من حائط المشهد المعروف بمشهد عروة بالقرب من بابه انتهى. وقال رحمهالله تعالى في ذي القعدة منها وفي هذا الشهر عمل الدرابزين لمأذنة العروس انتهى. وقال : في صفر سنة ست عشرة وثمانمائة فرغ من بناء المأذنة الغربية ، وقد كان احترق رأسها في الفتنة ، واستمرت إلى أن كان الفراغ منها في هذا الوقت ، وقال في شعبان منها : وفي أواخر هذا الشهر سكنت الصاغة التي عمرت في أوائل هذه السنة وفرغ منها في هذا الوقت ، وجاءت في غاية الحسن ، وسكن في بعضها تجار ، ثم سكن في الباقي العنبرانيون انتهى. وقال في شوال منها : وفي هذا الشهر انتقل الأول فصلى في مشهد عروة ، وكان يصلي خارجه ، فاتفق الناس قدمه وصلوا داخل الجامع ، ولكن من في غربي الجامع ربما لم يبلغه التكبير انتهى. وقال في شعبان سنة ثمان عشرة وثمانمائة : وفي هذه الأيام انتقل الإمام الأول من مشهد عروة إلى محراب الحنابلة ، وكان قبل الفتنة يصلي الإمام الأول في المشهد المسمى بالسجن ، داخل مشهد علي ، وأما الإمام الثاني وهو الإمام في مشهد علي لا تتركوا لهم شيئا ، وطلبهم فلم يوجدوا فبيت على مشايخ الأسواق وعرفائهم ، ووقع شخص من السكان في الحال فضرب نحو مائتي عصا ، فلما كان من الغد اجتمع قاضي القضاة بملك الأمراء بعد الصلاة وقال : المصلحة العفو عن هؤلاء ، ولا يسع الناس إلا حلمك لا سيما في أول ولايتك إلى ان سكن غضبه ، وجاء القاضي وناظر الجامع