بتشديد اللام وهو شمس الدين أبو عبد الله محمد بن مسلم بن مالك بن مزروع بن جعفر الزيني الصالحي الفقيه قاضي القضاة شمس الدين أبو عبد الله محمد ، مولده كما قال ابن كثير سنة ستين وستمائة ، ومات أبوه وكان من الصالحين سنة ثمان وستين ، فنشأ يتيما فقيرا لا مال له ، ثم اشتغل وحضر على ابن عبد الدائم ، وعني بالحديث ، وتفقّه وبرع وأفتى ، وتصدى للاشتغال والافادة ، فطار ذكره واشتهر اسمه مع الديانة والورع والزهد ، فلما مات التقى سليمان ذكر للقضاء والنظر في أوقافهم ، فتوقف في القبول ، ثم استخار الله تعالى وقبل بعد ان شرط أن لا يلبس خلعة حرير ، ولا يركب في المواكب ، ولا يقتني مركوبا ، فأجيب إلى ذلك ، ثم لبس الخلعة وتوجه الى الجامع الأموي ماشيا ومعه الأعيان ، فقريء تقليده في سادس عشر صفر سنة ست عشرة وسبعمائة ، وتاريخ تقليده في سادس ذي الحجة بحضور القضاة والحاجب والأعيان ، ومشوا معه وعليه الخلعة إلى دار السعادة ، فسلم على النائب ، ثم خلع الخلعة وتوجه الى الصالحية ، ثم نزل من الغد الى الجوزية ، فحكم بها على عادة من تقدمه ، واستناب بعد أيام الشيخ شرف الدين ابن الحافظ ، وكان من قضاة العدل ، مصمما في الحق ، وقد حدث وسمع منه جماعة ، وخرج له المحدثون تخاريج عدة ، وحج ثلاث مرات ثم لما حج الرابعة في سنة ست وعشرين مرض في الطريق بعد رحيلهم من العلا ، فورد المدينة الشريفة على مشرفها أفضل الصلاة وأزكى السلام يوم الاثنين ثالث وعشرين ذي القعدة وزار الضريح النبوي على الحال به الف الف سلام وصلى في مسجده صلىاللهعليهوسلم ، وكان بالأشواق إلى ذلك ، وكان قد تمنى موته هناك لما مات رفيقه في بعض الحجات وهو شرف الدين بن نجيح ، ودفن بالبقيع شرقي ابن عقيل رضي الله تعالى عنه وغبطه بذلك ، فلما كان عشية ذلك اليوم ليلة الثلاثاء رابع عشرين الشهر المذكور توفي رحمهالله وصلي عليه في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالروضة ودفن بالبقيع الى جانب قبر رفيقه شرف الدين بن نجيح المذكور فرحمة الله تعالى عليهما ، وقد ذكر له الصفدي رحمهالله تعالى في كتابه الوافي ترجمة مهمة ، ثم تولى بعد ابن مسلّم المذكور القاضي عز الدين محمد ابن قاضي القضاة تقي الدين ابن قاضي القضاة سليمان المتقدم ذكره ، سمع الحديث ،