الافريقي قال : كنت أطلب العلم مع أبي جعفر المنصور قبل الخلافة فأدخلني منزله فقدم إليّ طعاما ومريقة من حبوب ليس فيها لحم ثم قدم إليّ زبيبا ثم قال : يا جارية عندك حلوى؟ قالت : لا ، قال : ولا التمر؟ قالت : لا ، فاستلقى وقرأ (عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ) (١). فلما ولي الخلافة دخلت عليه فقال : بلغني أنك كنت تعدّ لبني أمية فكيف رأيت سلطاني من سلطانهم؟ قلت : ما رأيت في سلطانهم من الجور شيئا إلا رأيته في سلطانك ، فقال : إنّا لا نجد الأعوان ، قلت : إن السلطان سوق ، قال : فسكت.
وقال ابن معين عن عبد الله بن إدريس : قدم بعبد الرحمن بن زياد على المنصور وولي قضاء إفريقية لمروان بن محمد.
وقال ابن معين : هو ضعيف ولا يسقط حديثه.
وقال أحمد : لا أكتب حديثه ، هو منكر الحديث ليس بشيء.
وقال أبو حاتم : يكتب حديثه ولا يحتجّ به.
وقال أبو زرعة : ليس بقويّ.
وقال أحمد بن صالح : هو ممن يحتج به.
وقال صالح جزرة : كان رجلا صالح وهو منكر الحديث.
وقال الترمذي : رأيت البخاري يقوّي أمره ويقول : هو مقارب الحديث.
قلت : وأيضا فلم يذكره في كتاب الضعفاء له.
وقال ابن المديني : سمعت يحيى بن سعيد يقول : حدّثت هشام بن
__________________
(١) قرآن كريم ـ سورة الأعراف ـ الآية ١٢٩.