* خروج إبراهيم. وخرج إبراهيم بن عبد الله بن حسن ، أخو محمد المذكور بالبصرة.
قال مطهر بن الحارث : أقبلنا مع إبراهيم من مكة نريد البصرة ، ونحن عشرة أنفس ، فدخلناها ، ثم نزلنا على يحيى بن زياد بن حسّان النبطيّ.
وعن إبراهيم قال : اضطرّني الطلب بالموصل حتى جلست على موائد أبي جعفر ، وكان قد قدمها يطلبني ، فتحيّرت ، ولفظتني الأرض ، فجعلت لا أجد مساغا ، ووضع عليّ الطلب والأرصاد ، ودعا يوما الناس إلى غدائه ، فدخلت في الناس ، وأكلت ، ثم خرجت وقد كفّ الطلب (١).
وقد جرت لإبراهيم أمور في اختفائه ، وربما وقع به بعض الأعوان فيصطنعه ويطلقه لما يعلم من جبروت أبي جعفر ، ثم اختفى بالبصرة ، فجعل يدعو الناس فيستجيبون له لشدّة بغضهم للمنصور لبخله وعسفه.
قال ابن سعد (٢) : لما ظهر محمد بن عبد الله وغلب على الحرمين وجّه أخاه إبراهيم إلى البصرة فدخلها في أول رمضان من سنة خمس فغلب عليها ، وبيّض أهل البصرة ونزعوا السواد ، وخرج معه من العلماء جماعة كثيرة. ثم تأهّب لحرب المنصور.
قال ابن جرير (٣) وغيره : بايعه نميلة بن مرّة ، وعفو الله بن سفيان ، وعبد الواحد بن زياد ، وعمر بن سلمة الهجيميّ ، وعبيد الله (٤) بن يحيى الرّقاشيّ ، وندبوا له الناس ، فأجاب طائفة حتى قاربوا أربعة آلاف ، وشهر أمره ،
__________________
(١) الطبري ٧ / ٦٢٣ و٦٢٤.
(٢) لم نجد هذا الخبر في طبقات ابن سعد ، وإنما ذكر خروج محمد وأخيه إبراهيم في تلك السنة. (٦ / ٥٣٠).
(٣) توسع ابن جرير الطبري في أخباره في تاريخه (٧ / ٦٢٢ ـ ٦٤٩).
(٤) في نسخة القدسي ٦ / ٢٢ «عبد» والتصحيح من الطبري ٧ / ٦٢٨ وابن الأثير ٥ / ٥٦٣.