من وجهين أنه ختم القرآن في ركعة.
وقال عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة : رأيت أبا حنيفة شيخا يفتي الناس بمسجد الكوفة عليه قلنسوة سوداء طويلة ، وعن النضر بن محمد قال : كان أبو حنيفة جميل الوجه سريّ الثوب عطرا ، أتيته في حاجة وعليّ كساء قومسي ، فأمر بإسراج بغلته وقال : أعطني كساءك وخذ كسائي ، ففعلت ، فلما رجع قال لي : يا نضر ، أخجلتني بكسائك ، قلت : وما أنكرت منه؟ قال : هو غليظ. قال النضر : وكنت اشتريته بخمسة دنانير وأنا به معجب ، ثم رأيته مرة وعليه كساء قوّمته بثلاثين دينارا.
وعن أبي يوسف قال : كان أبو حنيفة ربعة ، من أحسن الناس صورة وأبلغهم نطقا ، وأعذبهم نغمة ، وأبينهم عما في نفسه.
وعن حماد بن أبي حنيفة قال : كان أبي جميلا تعلوه سمرة ، حسن الهيئة ، كثير العطر ، هيوبا ، لا يتكلم إلا جوابا ، ولا يخوض فيما لا يعنيه.
وعن ابن المبارك قال : ما رأيت رجلا أوقر في مجلسه ولا أحسن سمتا وحلما من أبي حنيفة.
وروى إبراهيم بن سعيد الجوهري عن المثنى بن رجاء قال : جعل أبو حنيفة على نفسه إن حلف بالله صادقا أن يتصدق بدينار وكان إذا أنفق على عياله نفقة تصدق بمثليها.
وقال أبو بكر بن عياش : لقي أبو حنيفة من الناس عنتا لقلّة مخالطته ، فكانوا يرونه من زهو فيه وإنما كان غريزة.
وقال جبارة بن مغلس : سمعت قيس بن الربيع يقول : كان أبو حنيفة ورعا تقيا مفضّلا على إخوانه.