باب
قال الله عزوجل (فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ* فَاسْتَجَبْنا لَهُ) (١).
أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى أنا أبو الحسن الطرائفي نا عثمان بن سعيد الدارمي نا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله سبحانه (فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) يقول ظن أن لا يأخذه العذاب الذي أصابه.
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أحمد بن كامل القاضي نا محمد بن سعد العوفي حدثني أبي قال حدثني عمي قال حدثني أبي عن أبيه عن عطية بن سعد عن ابن عباس في قوله (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً) (٢) يقول غضب على قومه (فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) يقول ظن أن لن نقضي عليه عقوبة ولا بلاء فيما صنع بقومه في غضبه عليهم وفراره. قال وعقوبته أخذ النون إياه. قال الشيخ : وما روينا عن ابن عباس يدل على أن المراد بقوله (أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) بضم النون وتشديد الدال من التقدير لا من القدرة.
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو نا أبو العباس الأصم نا محمد بن الجهم قال قال الفراء (فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) من العقوبة ما قدرنا (فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ) فقال الظلمات ظلمة البحر وبطن الحوت ومعناها الذي كان فيه يونس عليهالسلام. فتلك الظلمات ، فجعل الفراء قدر بمعنى قدر.
__________________
(١) سورة الأنبياء الآيتان ٨٧ ، ٨٨.
(٢) سورة الأنبياء آية ٨٧.