جماع أبواب ذكر الأسماء التي تتبع نفي
التشبيه عن الله (تعالى جده)
منها : (الأحد): قال الحليمي : وهو الذي لا شبيه له ولا نظير ، كما أن الواحد هو الذي لا شريك له ولا عديد (١). ولهذا سمى الله (عزوجل) نفسه بهذا الاسم لما وصف نفسه بأنه (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) (٢).
فكأن قوله (جل وعلا) (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ) من تفسير قوله (أَحَدٌ) والمعنى لم يتفرع عنه شيء ، ولم يتفرع هو عن شيء. كما يتفرع الولد عن أبيه وأمه. ويتفرع عنهما الولد ، أي فإذا كان كذلك ، فما يدعوه المشركون إلها من دونه لا يجوز أن يكون إلها ، إذ كانت أمارات الحدوث من التجزي والتناهي قائمة فيه ، لازمة له ، والباري تعالى لا يتجزأ ولا يتناهى. فهو إذا غير مشبه إياه ولا مشارك له في صفته.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني عبد الرحمن بن الحسن القاضي ، حدثنا إبراهيم بن الحسين ، حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع ، أنا شعيب ، حدثني أبو الزناد ، عن عبد الرحمن الأعرج ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : يعني يقول الله (عزوجل) : كذبني ابن آدم ، ولم ينبغ له أن يكذبني ، وشتمني ابن آدم ولم ينبغ له أن يشتمني. فأما تكذيبه إياي ، فقوله : لن يعيدني كما بدأني. وليس أول خلقه بأهون علي من إعادته. وأما شتمه إياي
__________________
(١) وقيل : أي إنه لم يتفرع من شيء ولم يتفرع منه شيء وليس هو بجوهر يكثر بالتعدد ، أو يقبل بالانقسام بل هو الفرد الصمد ، ليس كمثله شيء قال تعالى : (أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ) سورة يوسف آية ٣٩.
(٢) سورة الإخلاص الآيتان ٣ ـ ٤.